samedi 22 septembre 2012


"لا يهمني ومتى سأموت بقدر يهمني يبقى الوطن"

إرنستو تشي جيفارا

لم يعلم الكثيرون أن صورة القومندان الماركسي الثائر غيفارا التي تطل على أغلفة المجلات، وقمصان التيشيرت، والتي التقطها مصور يحمل اسم ألبرتو كوردا، ربما كانت أكثر صورة أُعيد طبعها في تاريخ التصوير الفوتوغرافي. وهي دائما اللقطة نفسها، حيث يحدق تشي غيفارا بعزم غاضب، والقبعة العسكرية فوق رأسه، بالجاكيت الجلدي، والشعر غير المصفف تلعب به الرياح
أخذ المصور كوردا اللقطة في يوم اجتماع حاشد في كوبا نظم للاحتجاج على انفجار في ميناء هافانا لباخرة محملة بالذخيرة، وقتل ما يزيد على 100 شخص في أوائل مارس/آذار عام 1960.^ واعتقد معظم الكوبيون ان الجريمة من تدبير وكالة المخابرات المركزية الاميركية وليس مجرد حادث.^ والتقط كوردا لقطتين سريعتين بالكاميرا التي كانت معه وهي ألمانية من طراز لايكا. ونشرت الصورة لأول مرة في ابريل/نيسان عام 1961.

اغتياله

ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد. بقيت السي أي على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة، فانتشر آلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة، مما شكل عامل ساهم في تسهيل مهمة البحث عنه ومطاردته.

في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حيا. نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقي حيا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".

دخل ماريو عليه مترددا فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل، ولكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.

وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم. 


منقول للفائدة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire